كيف جئت إلى الوجود؟ من أين يأتي الأطفال وكيف؟ ماذا يعني الزواج؟
كل هذه التساؤلات وغيرها قد تسبب حرجاً للآباء والأمهات، وتدفعهم غالباً إلى اعتماد الكذب في محاولة منهم للتخلص من الحرج الذي يسببه لهم أطفالهم، وكثيراً ما يقع الأهل في الخطأ عندما يردّون على هذه الأسئلة المحرجة. فمرة يقابلوها بالتعنيف والقسوة ما يشعر بالحرج والإحساس بالذنب، ومرة أخرى يقدمون للطفل إجابات وتفسيرات خاطئة بسبب الخجل، أو من قبيل تبسيط الأمر ما قد يسبب إرباكاً للطفل.
وعلى الرغم من أن الحياة العصرية قدمت مساعدات كثيرة للأمهات، حيث أصبحت المناهج المدرسية للصغار توفر برامج تعليم وتثقيف الأطفال علمياً في هذا المجال، ورغم أن البرامج التلفزيونية تقدم العديد من المعلومات العلمية المصورة والمبسطة
إلا أن العديد من الأمهات قد لا يجدن من أولادهن اهتماماً كبيراً في الاطلاع، يوازي اهتمامهم في سماع جواب بسيط ومحدد من الأم.
فالطفل الصغير يفضل أن يكون مصادر معلوماته الأولى من أمه، وحتى إذا أحالته الأم إلى كتاب مصور أوبرنامج علمي للأطفال فهو يفضل أن يوجه أسئلته لها، وينتظر سماع جوابها، بل يعتبر إجابتها هي المهمة عنده وهي التي تبقى وتؤثربه أشد التأثير، فلا شيء يقوم مقام الوالدين من حيث كشف أسرار الحياة لأولادهم.
لذا يفضل عدم ترك الطفل مع شخص آخر دون رقابة، ومن الأفضل ألا يقل عدد الأطفال الذين يجتمع معهم عن ثلاثة. والأطفال الصغار عادة لا يعرفون ما هو الممنوع وما هو المسموح، وقد تنطلق كلمة عيب على لسان الأم دون تفكير إذا فاجأها صغيرها بسؤال محرج من نوع أسئلة الزواج والإنجاب وأعضاء الجسم. ومن ناحية أخرى نجد معظم الأمهات يحرصن على تحلي أولادهن الصغار بالحياء والخجل المحمود.
وهنا على الأم أن تستخدم كلمات رمزية وبسيطة، وإفهام الصغير أن هناك عالماً من الخصوصيات وبأن الكلام أمام الجميع أمر غير لائق ليس لأنه عيب، بل لأنه جزء من الأسرار العائلية، والتي ينبغي أن نحكي بها وحدنا بعيداً عن الناس وفي أوقات خاصة.
وقد يلجأ طفلك بالسؤال إلى غيرك من أصدقائه أو أخوته الكبار أو أقاربه، كي يجد إجابات لأسئلته الخاصة فيما إذا قمت بتعنيفه لأنه فاجأك أو أحرجك لذا احرصي على أن تكوني أنت مصدر معلوماته الأهم، كما يجب أن تحرصي على الحصول على ثقته،، كما عليك أن تعتمدي على الوسائل التالية:
1ـ لا تكذبي أبداً على الطفل مهما كان سؤاله محرجاً حتى لوسألك عن الزواج والإنجاب.
2ـ يجب أن لا تتركي صغيرك حائراً بلا إجابة وثقي دائماً أن كلمات قليلة تطمئنه.
3ـ اشرحي له أسلوب يقترب من الحكاية، واستخدمي كلمات قليلة بسيطة واضحة ومحددة وذلك حسب مستواه العمري.
4ـ اكتفي بتقديم معلومات عامة من دون تفاصيل، كأن تقولي له الأطفال يولدون عادة من أجسام أمهاتهم، الزواج يعني أن أعيش أنا وبابا معاً في بيت واحد واطلبي منه ألا يفكر كثيراً في هذا الأمر لأنه سيفهمه عندما يكبر.
5ـ لا تؤجلي الإجابة عن السؤال المحرج باختلاق كذبة، بل صارحي صغيرك بأنك الآن مشغولة وسوف تجيبينه عن كل أسئلته بعد قليل، أو حددي له وقتاً لتجلسا معاً وتتكلما. [b]